According to Alalam.ir Website : لقد دفعت الدول و الحكومات المستعينة , اثمانا باهظة للادارة الاميركية و الحكومات الاوروبية لقاء خدماتها الاستخباراتية و الحربية , و لكنها في الوقت ذاته و ضعت طوعا او كرها، سيادتها و مقدراتها و حتى ثرواتها في حالة ارتهان للاستراتيجية الغربية التي تسقط من حساباتها أي نوع من الاعتبارات الاخلاقية و القيمية و المبادئيةيقول احد المفكربن السياسيين في معرض تقييمه للدعم الاميركي الغربي المطلق للكيان الصهيوني : ( على العرب الا يستغربوا ابدا وقوف حكومات الولايات المتحدة و القوى الغربية الى جانب اسرائيل , لأن ذلك يندرج في طبيعة السلوك التربوي الغربي الذي يرى في دعم الكيان الصهيوني واجبا ايديولوجيا، الى جانب كونه وظيفة حيوية تفرضها السياسات العريضة لهذه القوى في الشرق الاوسط و ازاء ذلك فإن من المستحيل ان تطلب من الذئب التخلي عن غريزة الافتراس , فهي جزء اساسي من التركيبة الخلقية لهذا الحيوان الذي لا يمكن ان تطلب منه التحول الى حمل وديع)واضح ان التدخلات الاميركية الاوروبية - بالقوة أو بالفعل- في شؤون المنطقة , وما انطوت عليه من تغلغل اسرائيلي مستور أو علني , لم تؤد الغرض المنشود في مضمار ارساء الامن و الاستقرار و الطمأنينة بالبلدان الاسلامية ذات الصلة و فضلا عن انها لم تحمل الى المسلمين الديمقراطيات و الحريات الموعودة , فأنها حولت اراضيهم الى ميدان لقوى متضادة تتطاحن فيما بينها , للحصول على حصة اكبر من الغنائم, تماما مثل الوحوش الكاسرة و هي تصارع بعضها بعضاً للاستحواذ على الفريسة في الواقع ان الشيء الذي نجحوا في حمله الى الشرق الاوسط , وتلك البلدان التي وقعت ضحية " نظرايتهم الخلاقة" ، سواء بالاستدعاء والاستنجاد ( النموذج الكويتي ), او الحرب على الارهاب ( النموذج الافغاني ) ،او الغزوالشا مل (النموذج العراقي ) ؛ لم يكن سوى تواصل شلالات الدم ، و الارهاب و التطرف الاعمى، و تضخم الديون وازدياد معدلات البطالة ، وتفشي الجريمة و الامراض الفتاكة ، والكثير من الازمات المستعصية الاخرى، و كل اشكال البؤس و الشقاء و الدمار التي يمكن ان تخطر على بال بني البشرفي ظل هذه التجارب المريرة و ملاحظة التطورات المتلاحقة في ليبيا بعد سقوط طرابلس و مؤتمر باريس السيء الصيت الذي وصف بمؤتمر" تقسيم الكعكة الليبية ", يفترض بالبلدان التي اكتوت بنيران الاستعانة بالقوى الغربية , مد يد العون و الاغاثة الى بلد المجاهد الشهيد الشيخ عمر المختار ،و تقديم واجب النصح و المشورة اليه , لكيلا يقع ابناء الشعب الليبي في اخطاء من سبقوهم فتتكرر المأساة و الويلات ، ولربما اضعافا مضاعفة على صعيد متصل يبدو ان هذه الرسالة قد وصلت من قبل الى الشعب السوري الذي اظهر بأكثريته صمودا ووعيا لافتين ومايزال امام الحملات السياسية و الاعلامية المسعورة للغرب المتصهين و الدوائر التابعة له في المنطقة, علما منه بأن اهداف المؤامرة ، ابعد من شعارات المناداة بالحريات و الدفاع عن حقوق الانسان كما ان دمشق والقيادة السياسية فيها قد اطلقت المشروع الاصلاحي الذي تعتقد بانه قادر على تجاوز الازمة الراهنة ومعالجة الاخطاء السابقة , بغية تدشين مرحلة سورية الجديدة استنادا الى مبادىء الحوار الوطني و احترام الرأي و الرأي الآخر و تفعيل التعددية و الحياة السياسية في البلاد, بعيدا عن مشاريع اميركا و حكومات الاتحاد الاوروبي و تدخلاتها المشؤومة التي ثبتت انها لم تعد بخير على أحد ...
Original Text At Alalam.ir
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق