الثلاثاء، 30 أغسطس 2011

هل نجحت الثورة حقا في مصر

هل نجحت الثورة حقا في مصر

According to Alalam.ir Website : لقد كان كثيرون على حق عندما قالوا إن ماشهدته مصر هو نصف ثورة لكن المفجع والحقيقي في آن واحد هو أن مصر ارتدت الآن إلى مرحلة هي أسوأ في واقعها وأخلاقياتها من مرحلة مبارك فاراجوزات الإعلام المصري المنكوب والذين كانوا يلعبون على حبال النظام الراحل عادوا الآن ليغيروا جلودهم وليجدوا سادة جددا لهم وليواصلوا لعبة أقل ماتوصف به بأنها خديعة كبرى لشعب فقد الكثير من أجل التغيير ولشباب نقي إندفع بكل قوته من أجل أن يرى مصر أخرى بوجوه أخرى وربما كانت هذه الوجوه القميئة مخطئة لو ظنت أن لعبة تغيير جلدها خافية على المواطن العادي المصري فالثابت لمن يتحدث للناس العاديين في الشارع هو أن اللعبة لم تنطل عليهم وأنهم يدركون تماما أن هذه الوجوه هي كما هي وإن كانت غيرت جلودها وباتت ترفع شعارات جديدة تناسب المرحلة حتى تلك التي تمرغت منها في الدفاع عن النظام المدحور لعل أخطر ماميز النظام المدحور في مصر هو تلك الرخاوة والإسفنجية التي كان يتلقى بها الإنتقادات والهجمات من قبل معارضيه والغيورين على مستقبل مصر ثم التحور بعد ذلك مبتكرا كل اساليب الباطل لمواجهة خصومه تلك الرخاوة والقدرة على الإمتصاص التي امتاز بهما النظام المصري في عهد مبارك كانت أيضا استراتيجية اعتمدتها مجموعات مثقفيه واعلامييه والذين عادوا للساحة الآن ليواصلوا العمل بنفس الطريقة فضمن اسلوب الإمتصاص والتحور كانت هناك القدرة بين الإعلاميين والمثقفين على التلون وتغيير الجلود وهو مازالوا يمارسونه حتى الآن وببراعة شديدة فهم يروجون ويقودون حملات لخلط القديم بالجديد وغسل الوجوه القديمة بحيث تصبح قادرة على العمل في المرحلة الجديدة وكأن شيئا لم يكن وهذا هو جوهر مايردده رجل الشارع المصري المنكوب الذي يكرر عبارات من قبيل ولو كانت الثورة قد نجحت بالفعل ولو لم تكن قد أجهضت لرأي الناس واقعا جديدا ووجوها جديدة فمن غير المنطقي ولا المألوف أن تكون تلك الوجوه المضللة هي اللاعب في كل مرحلة في معرض حوار لي مع بعض الأصدقاء في مصر طرح السؤال ' هل كان واقع مصرسيصبح افضل لو إستمرت ثورتها لفترة أطول ولوأسالت المزيد من الدماء كما حدث في ليبيا ؟ واختلف المتحاورون بين نعم ولا لكن العدد الأكبر كان متفقا على أنه كلما كانت الضريبة التي يدفعها الثائرون أكثر كلما كان حجم التغيير اكبر وكلما نعم الشعب بعد ذلك بمرحلة جديدة تماما فمن غير المنطقي أن يشعل أناس ثورة ثم يأتي آخرون ليصبوا عليها ماء باردا ثم تستولى أحزاب وأطراف ووجوه مقيتة قديمه على مكتسابتها وتمارس لعبة إعادة عجلة التاريخ إلى الوراء نعم كان للجيش المصري الفضل في تجنيب البلاد صراعات دامية لكن مايعيشه المصريون الآن من عدم الإحساس بالتغيير وسيطرة وجوه العهد القديم والإيقاع البطئ هو نتيجة منطقية لإختيار الاستقرار النمطي والأمن على المجازفة والذهاب إلى آخر الطريق وهي كلها من صفات الثورة التي لم تعد ثورة في مصر وفي تصوري أن أبناء مصر من الشباب والذين أشعلوا هذه الثورة ليسوا راضين عما وصلت بمصر إليه بعد أن استولى السياسيون والمثقفون المتلونون على مكتسباتها وباتوا يسخرونها لمصالحهم الشخصية وكأن دماء لم تسل وأرواحا لم تزهق المؤكد والجلي للجميع الآن والذي يتحدث عنه مصريون كثيرون هو أن مستقبل دول عربية آخرى ذهبت وستذهب في ثورتها لآخر الشوط سيكون أفضل كثيرا من مستقبل مصر إذ أنه سينحي نظاما قديما كاملا بكل رموزه ويقتلع اتباع هذا النظام من جذوره ليرسي نظاما جديدا أفضل من أجل مستقبل أفضل وصدق شوقي إذ قال وللحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يدق ...
Original Text At Alalam.ir

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق